تفكير الموجهين التعليميين والمسؤولين عن الأسئلة وامتحانات القبول : " حسناً .. لقد انتهت السنة وحان وقت وضع الأسئلة .. لقد درسوا سنة كاملة .. يجب أن يكونوا قد انتهوا من الكتب الآن .. تُرى ؟! .. ما هي المادة التي سنضربهم بها هذه المرة ؟!"
تفكير أساتذة المدرسة : " لست متأكد أننا سنتمكن من إنهاء المنهاج من أجل الطلاب "
تفكير الأساتذة الخصوصية : " يا لهم من مساكين "
تفكير الأباء : " أرجو أن أراك يا ولدي مهندس أو طبيب وترفع رأسي ورأس العائلة "
تفكير الأمهات : " سأحرص على ألا يتنفس أحد في المنزل في هذه الفترة حتى يستطيع أن يدرس جيداً "
تفكير طالب الثالث الثانوي في سوريا : " لابد أنكم تمزحون معي !! "
.
بعضاً منا هنا من اجتاز المرحلة الثانوية وهو الآن في الجامعة
والبعض مازال ينتظر يومه
وقليل منا من هو على الحافة
.
" إنها آخر سنة دراسية .. اجتهد فيها لتبني مستقبلك .. هذه السنة تحدد نمط حياتك .. كلها سنة .. إفلح فيها "
طبعاً .. هذه الكلمات تكون على حافة لسان كل الأهالي لأولادهم
معهم حق..كلها سنة..دعونا نفلح فيها لكي نرتاح في فرع نحبه
ولكن .. هذا مضحك .. حقاً
هذه السنة أصبحت صعبة لدرجة مثيرة للسخرية
.
لنبدأ بالشعور الذي يتمكلنا عند بداية كل فصل دراسي
الطلاب الجامعيون الآن .. ألا تذكرون هذا الشعور ؟!
شعور قد يكون جميل لدى البعض .. الذهاب إلى السوق لقياس الثياب المدرسية الجديدة والحرص على انتقائها ليكون متميزاً عن أصدقائه ولا سيما أنها ستمثل أناقته طوال سنة كاملة وعدم الاكتراث بأنها تكون عادة مخالفة لقوانين المدرسة .. حيث تكون هنا زخرفة وهنا جيب وآخر رسومات
اختيار الدفاتر المزخرفة والتحضير لأستاذة الخصوصية للمواد التي يظن الطالب أنه ضعيف فيها
التفكير في لقاء الأصدقاء من جديد والشوق إلى إمضاء سنة جديدة معهم
الحرص على ترتيب الدفاتر وتجليد الكتب .. حيث ترى دائماً أول صفحة من كل دفتر ملون ومرتب آخر ترتيب
هذا كله لا فائدة منه .. في منتصف السنة ينظر الطالب للوراء ويقول في نفسه كم كنت غبياً للحرص على كل هذه الأشياء
على الأقل أنا أفكر هكذا .. والسبب الثالث الثانوي
الطلاب .. يشقون ويتعبون ويرهقون في هذه المرحلة
وطوال حياتهم المدرسية ينظرون إلى طلاب الثالث الثانوي وكأنهم كبار عباقرة وما زال هناك وقت طويل للوصول إلى هذه المرحلة
وعندما يصلون إليها .. لا شيء .. مجرد طلاب عاديون يدرسون مناهجهم
المناهج !!.. هنا المشكلة !!.. وهنا الفرق !!
المناهج تختلف من بلد لآخر .. بعضها أصعب من غيرها بدرجآت
كما أنه هناك بلدان عربية مناهجها التعليمية أصعب من بلاد الغرب بدرجآت لا تُحصى
لنأخذ على سبيل المثال .. منهاج سوريا التعليمي
يدفع إلى البكاء .. يدفع إلى الجنون .. وإلى الاعتقاد أنه قد لا ينتهي
أعلم ما تفكرون به .. " إنها كلمات طالبة في آخر سنة ثانوية .. الكل سيتكلم هكذا "
أنا لا أقول هذا لأنني أدرس هذا المنهاج .. بل هذا حقيقة تعلمه معظم البلدان العربية
المنهاج التعليمي السوري غير قابل للدراسة كاملاً إلا على أيدي طلاب كرسوا من حياتهم سنة كاملة وأفلحوا حتى كادوا ينهاروا ليحصلوا على الدرجة الكاملة .. ألا وهي 240
240 علامة..هذه هي مهمتهم..أن يحصلوا على هذه الدرجة ليدخلوا إلى الفرع الأصعب ألا وهو الطب
هناك الطب ثم الصيدلة ثم الهندسة بأنواعها وبعدها بقية الفروع [ هذا للفرع العلمي دون الأدبي ]
البكلوريا أو الثالث الثانوي .. أصبحت كالكلمة المحرمة عند بعض الطلاب
عندما ألتقي بأحدهم .. كأصدقاء أهلي مثلاً .. ويسألونني في أي صف أنا .. وأجاوب : " بكلوريا !!! "
سرعان ما يظهر على وجههم تعبير يظهر شفقتهم علي
" أنتم لا تساعدونني هنا !!!! "
.
سأقول لكم ما هو المثير للسخرية ..
أننا بالرغم من ذلك فإننا أغلب الأحيان ترانا نبتسم .. لأننا ما زلنا في انتظار أحد ما يظهر على التلفاز أو يكتب مقالة في الصحيفة قائلاً فيها أن كل ما يحدث لنا هو مجرد مزحة ..
ألا تعلمون ذلك الشعور عندما تكون في قمة التوتر أو الخوف وفجأة تنفجر ضاحكاً لا تعلم ماذا ستفعل ؟!
نفس الشيء هنا .. باستثناء أن هذا الضحك ربما ينتهي بمأساة إذا استمر فترة طويلة
لذا علينا أن نواجه هذا الخوف العظيم والذعر الكبير لكي نستطيع شق طريقنا
نحن .. طلاب البكلوريا ذوو الـ16 والـ17 سنة
المراحل التي يمر بها طالب البكلوريا في سوريا :
المرحلة الأولى : شعور بالنشاط يتملكه في بداية العام الدراسي..والحماس للبدء من أول صفحة والتأكيد على عدم تفويت أي درس
المرحلة الثانية : تخف حماسته مع مرور الوقت .. وتذهب أدراج الرياح عندما يفتح كتاب الفيزياء
المرحلة الثالثة : البدء في وضع خطط احتياطية في حال لم يحصل على المعدل المطلوب .. والبدء باليأس من منهاج الرياضيات الضخم
المرحلة الرابعة : محاولة إقناع نفسه أنهم لا يمزحون معنا .. ويتوقعون منا حقاً أن ندرس هذه المناهج .. والبدء التدريجي للبكاء في أشد الحالات يأساً عندما يدرك أنه لن يستطيع الانتهاء من كتاب العلوم .. مع شعور بالذنب يتملكه طوال الوقت
المرحلة الخامسة : التفكير الجدي في إعادة السنة مرة ثانية .. والتفكير في عواقب هذا الأمر
المرحلة السادسة : على وشك الانهيار
المرحلة السابعة : نوبة من الهيستيريا .. تلحقها موجة يأس تامة بعدها .. والتمني لو يتوقف الوقت
المرحلة الثامنة : " لن أتمكن من الانتهاء .. أحتاج المزيد من الوقت " ملاحقة بأمطار من الدموع
المرحلة التاسعة : إما الاستسلام والانهيار [وهذه حالة ناردة]
أو الاستمرار بكل طاقته معطياً كل ما يستطيع فعله آملاً بنهاية سعيدة
المرحلة العاشرة والأخيرة : الحياة تبتسم من جديد .. ويتملكه شعور بالحرية والسعادة البالغة لدرجة أنه قد ينام 3 أو 4 أيام
.الآن..أصبحنا في الثالث الثانوي [البكلوريا]
العلمي : 5 مواد رياضيات بثلاثة كتب – 4 مواد عربي بثلاثة كتب – علوم – فيزياء – كيمياء – قومية – إسلامية – 3 كتب إنجليزية [ كتابين مشتركين – كتاب علمي ]
الأدبي : 4 كتب فلسلفة – 3 كتب تاريخ – جغرافيا – 5 مواد عربي بثلاثة كتب – قومية – إسلامية – 3 كتب إنجليزية [كتابين مشتركين – كتاب أدبي]
المعدل النهائي العلمي 240 [260 مع التربية الإسلامية ]
المعدل النهائي الأدبي 310 [330 مع التربية الإسلامية ]
ولكن المعدل المطلوب في الجامعة يُؤخذ من دون التربية الإسلامية
عادة .. معدلات الأدبي تكون مخفضة كثيراً بالمقارنة مع العلمي
ومن يأخذ 290 من 310 يُعتبر فذاً ..
لأنه .. دعونا نواجه الواقع
15 كتاباً وكل كتاب لا يقل عن 200 صفحة .. من يستطيع حفظ ذلك كله مثل اسمه
ولكن حديثنا عن العلمي
الطب 234 وما فوق
الصيدلة 225 وما فوق
الهندسة بفروعها المختلفة 210 وما فوق
وبعدها بقية الفروع
ولكن هذه المعدلات كانت منذ 10 سنين
وهي تختلف من سنة لأخرى .. تختلف حسب ارتفاع معدلات الطلاب
فكلما ارتفعت المعدلات يرتفع معدل الفرع المطلوب
حسناً .. كفانا رسميات .. كل ما قلته كان أمراً معروفاً بل ومملاً
أتريدون معرفة ما هو الممتع ؟!
الأوضاع التي آلت إليها الأمور منذ 10 سنين
لقد انقلبت 360 درجة
وقد كانت مسألة حظ أنني انتقلت مع المنهاج الجديد
دخلت المدرسة في سن الخامسة .. ودخل معي المنهاج الجديد
المنهاج الجديد هو تغيير جذري لبعض الكتب وبسيط للبعض الآخر
بالإضافة إلى زيادة مواد جديدة .. وطبعاً هذا ما كان ينقصنا
احزروا ماذا ؟!
الطب !! .. أصبح محصور في آخر 3 علامات
3 علامات .. من المسموح لك أن تضيع 3 علامات فقط ليكون في استطاعتك أن تذهب إلى هذه الفرع الذي يكون كالحلم في هذا البلد
الصيدلة !! .. 6 علامات
وبعدها الهندسة .. أليس هذا سخيفاً لدرجة....؟!
9 علامات للهندسة..إذا حصل الطالب على 230 لا هندسة له
لم تكن الدرجات هكذا من قبل .. منذ 10 سنوات
210 ولك الهندسةولكن .. أرجوكم
أصبح في هذا البلد عباقرة .. ولدوا عباقرة
كلنا آينشتاين وآيزنهاور وأديسون والخوارزمي
انتظروا لحظة !!
لا .. هؤلاء العلماء مجتمعين في طالب واحد .. كل طالب فينا
هذا ما تظنه وزارة التعليم لدينا
وبما أنه لدينا عباقرة كهؤلاء فيجب أن ترتفع المعدلات أضعافاً مضاعفة
لكي يصبح من المستحيل للطالب أن يستحمل عقله المزيد
المعدلات أصبحت غير معقولة إلى حد السخرية
الفيزياء .. غير قابلة للدراسة بمعنى الكلمة ..40 درجة .. 40 درجة فقط
أفلح وأفلح أفلح لكي تحصل على 40 درجة
ولكن هيه .. هذا لا يهم .. فلدينا هنا عباقرة قادرين على اجتياز هذه المحنة
لنجلس ونستريح ونضع الأسلئة لكي يحلوها في آخر العام الدراسي
ولندخل كم طالب إلى كلية الطب والآخر ليذهب هندسة
إنها مجرد سنة
وبما أننا زدنا المناهج وزدناها .. لنضف مادة جديدة
نعم .. هذا هو المطلوب .. مادة جديدة لإضافة سبب جديد لدفع الطالب إلى الجنون
حسناً .. لنضع السخرية جانباً قليلاً ولنتكلم المنطق
أعني هيا .. هذا كله غير منطقي
5 مواد رياضيات 3 كتب كل كتاب لا يقل عن 200 صفحة .. هذا دون المسائل
البحث الثالث من مادة التحليل يتضمن 84 مسألة .. يا للفرحة
الفيزياء عدلوا المنهاج ليقل من 450 صفحة إلى 350 صفحة ليرحونا قليلاً على أساس
وهم بذلك حذفوا كل الشرح للدروس والنظريات والمسائل فيها
لحد لا نستطيع فهمها من دون أستاذ خصوصي
والمزعج في الأمر .. أن كل عالم اخترع شيئاً بحجم الذرة يريد أن يطلق اسمه عليه
وما أدراكم ما هذه الأسماء
العربي .. وضعت الهمزة على نبرة بدل الألف و ووووووش .. نصف علامة طارت
وذلك ليس في الشرح أو القواعد .. لا .. بل في المواضيع الأدبية .. المواضيع التي يجب أن تكتبها على عجل لكي تلحق قبل انتهاء الوقت
العلوم .. ابتسامة ساخرة تعلو وجهك عندما ترى الكتاب .. 336 صفحة عليك حفظها مثل اسمك
والتسميات الموجودة في الكتاب .. الرحمة
منهاج اللغة الإنجليزية اختلف اختلاف جذري كلياً
تغيير رائع .. بل مذهل
لقد كنت سعيدة جداً بهذا التغيير
حالياً .. تعليم اللغة يبدأ منذ الصف الأول
لقد كان التغيير جذرياً . .وقد تم تأليفه من قبل 3 أساتذة أجانب [بريطانيان – روسية ]
كان ازدهار كتاب الإنجليزي في أوجه في الصف الثامن
لقد كان بمثابة مجلة نقرأها لتنوع مقالاتها ومواضيعها
كل ما فيه جودة عالية .. ولكن .........
يبدو أن هذه الجودة انتقلت إلى منحى جديد في البكلوريا
الإنجليزي .. 3 كتب .. بعد أن كانوا اثنين .. قد تظنون أن الثالث يجب أن يكون أسهلها بما أنه إضافي
ولكن لا .. أعوذ بالله .. هل من المعقول أن يضيفوا كتاب كمجرد مساعدة للطالب ؟!
لا .. هذا الكتاب يتضمن الفضاء وطبقات الجو والكون وعدد النجوم وأقسام الأجهزة الإعاشية وما هي المراحل التي يمر في جسمك عندما تحفظ شي مثل هذه الكتب وما بداخل التبغ وحياة إديسون وجاليلو وغيره
أشياء لا نعرفها بالعربية حتى ندرسها بالإنجليزية ..
والأدهى من ذلك .. هو المواضيع الإنشائية الخاصة بهذه المادة .. أتدرون أنه في الواقع يوجد في الكتاب موضوع كامل عن كيفية إجراء عملية جراحية للعين ؟!
ما الذي نريده من جراحة العين بحق السماء ؟!
يعني التفاصيل التي ذكروها دقيقة لدرجة لو أنهم وضعوا الكتاب أمامي وأنا ممسكة بأدوات الجراحة أستطيع إجراء العملية .. أمر لا يصدق
وبقي أن تعلموا أن معظم المناهج مشابهة للمناهج في فرنسا .. ليست المدراس الفرنسية
لا .. بل الجامعات .. نعم
نحن ندرس منهاج يشبه المنهاج الجامعي
واعتباراً من هذا الشي .. رأى السفير الفرنسي الذي أتى مؤخراً إلى سوريا أنه ليس من المعقول أن نصف الطلاب السوريون يدرسون في الجامعات الفرنسية ولا يدرون اللغة
هذه فكرة .. فلنضف مادة اللغة الفرنسة وندخلها في المعدل العام .. فكرة رائعة
ثلاث سنوات .. ثلاث سنوات كاملة من الانقطاع التام عن هذه المادة .. أعادوها إلينا
بدأنا فيها كمادة أجنبية إضافية في الأول الإعدادي وقد امتدت الآن إلى الابتدائي
وفي الشهادة الإعدادية .. حن قلبهم علينا ولم يدخلوها
وطبعاً نحن شيء طبيعي ألا نهتم فيها بعد الآن . .ففي الشهادة الثانوية من المستحيل دخولها
ولكن المستحيل قد تحقق .. وهنا نحن ذا .. نعود لدراسة الأساسيات في هذه اللغة
ولكن هل سيأخذون في عين الاعتبار أننا ندرس الأساسيات من أول وجديد وأنلا طبعاً .. ولماذا .. فنحن ندرس بها منذ 6 سنوات
كما أننا عباقرة .. نستطيع دراسة هذه المادة الإضافية إضافة إلى المواد التي كالجحيم بالنسبة لنا بسهولة ..
هل تريدون معرفة السبب..سبب لماذا جميع الطلاب يحبون الحياة الجامعية ويرون أنها سهلة ومتعة في آخر أيامهم الدراسية ؟!
لأنه لم يعد هناك شي حتى يدرسونه..لقد درسوه كله في الثانوية..هذا كل شي..لقد انتهت أيام دراستنا بانتهاء الثانوية
نا انقطعنا عنها 3 سنوات؟!
لا طبعاً .. ولماذا .. فنحن ندرس بها منذ 6 سنوات
كما أننا عباقرة .. نستطيع دراسة هذه المادة الإضافية إضافة إلى المواد التي كالجحيم بالنسبة لنا بسهولة ..
هل تريدون معرفة السبب..سبب لماذا جميع الطلاب يحبون الحياة الجامعية ويرون أنها سهلة ومتعة في آخر أيامهم الدراسية ؟!
لأنه لم يعد هناك شي حتى يدرسونه..لقد درسوه كله في الثانوية..هذا كل شي..لقد انتهت أيام دراستنا بانتهاء الثانوية
كما هو معروف لدينا ..
كل سنة .. تأتي أسئلة الامتحان النهائي داخل ظروف لا تٌفتح إلا في الساعة الثامنة من صباح كل يوم امتحاني في شهر حزيران
وداخل إحدى هذه الظروف هناك كارثة .. كارثة تنتظر بكاء الطلاب عليها
كل سنة .. تأتي أسئلة مادة معينة صعبة درجة لا تُصدق
وهذه المادة نقول عنها أننا " انضربنا " فيها
مثلأً السنة الماضية..طلاب الثانوية انضربوا بمادة الرياضيات
حيث جاءت مسألة شبه غير قابلة للحل من قبل الطلاب
تم دمج مسألة محلولة مع مسألتين من مسائل الدروس ومسألة من المسائل العامة
وهنا كان صعب على الطالب التوفيق بين الطلبات
ومعظهم خرجوا حزينين
ومنتهى أملي ألا يضربوننا هذه السنة بمادة الفيزيا وإلا أستطيع توديع الهندسة
للعلم فقط .. 23 أستاذ متخصص في الرياضيات في سوريا
خضعوا للامتحان نفسه الذي خضع له الطلاب السنة الماضية في مادة الرياضيات
3 منهم حصلوا على الدرجة الكاملة .. 3 من أصل 23
فماذا يتوقعون منا ؟! حقاً ؟!
أتصدقون أنه في بداية العام الدراسي قالوا لنا الأساتذة أننا " متأخرون "
لقد ضحكنا حينها.. حيث كنا في الأسبوع الثاني وحسب
ولكنهم محقين .. لقد كنا متأخرين .. الانتهاء من المنهاج يحتاج أكثر من 9 أشهر
أو بالأحرى 6 أشهر لأن الطلاب سيتغيبون للدراسة في آخر العام
ولذلك الأساتذة الخصوصية مطلوبون بل ومهمون
في العادة أساتذة المدرسة يغضبون منا لأننا نأخذ الدرس قبل عند الأستاذ الخصوصي
ولكنهم متعاطفون معنا بشكل مفاجئ هذه السنة
كلانا نعلم أننا لن ننجو
تفكير الأساتذة الخصوصية : " يا لهم من مساكين "
يفعلون جهدهم معنا .. والباقي علينا
كما أنهم يشفقون علينا للأمور التي آلت إليها في هذه السنة
إقتباس »
تفكير الأباء : " أرجو أن أراك يا ولدي مهندس أو طبيب وترفع رأسي ورأس العائلة "
كل أب يتمنى رؤية ولده عالي الشأن
ولكن الآمال الكبيرة تجعل الابن يشعر بالضغط والذنب والاقتناع بأنه مهما يدرس فإن هذا لا يكفي
ولا يستطيع العيش مع نفسه بمجرد فكرة احتمال أنه لن يستطيع إرضاء والديه
إقتباس »
تفكير الأمهات : " سأحرص على ألا يتنفس أحد في المنزل في هذه الفترة حتى يستطيع أن يدرس جيداً "
الأم الحنون .. تفعل ما بوسعها لتوفير الجو المناسب
كوب عصير .. وفنجان من الشاي الدافئ من وقت لآخر
أي شيء من أجل توفير الراحة لولدها
إقتباس »
تفكير طالب الثالث الثانوي في سوريا : " لابد أنكم تمزحون معي !! "
هذا كان تفكير كل طالب بكلوريا عند مجيء القرارات الأخيرة المتعلقة بالمنهاج لهذا العام
وأنا لا أقصد إضافة المادة الفرنسية وزيادة المعدل وإضافة الكتاب العلمي الإنجليزي فقط
بل أخيــــــراً .. وبعد سنوات من الثرثرة حول تطبيق هذا النظام .. يريدون تطبيقه الآن
تطبيق النظام التكميلي
هناك بعض الطلاب في مرحلة ما من السنة ينهارون ولن يكونوا قادرين على المتابعة بعد الآن
لذلك يلجؤون إلى إعادة السنة من جديد في مدرسة خاصة .. أي أنهم ينسحبون
سواء أكان انسحابهم في وسط السنة أو آخرتها أو حتى خلال الامتحان
فهناك من لا يذهب لتقديم امتحان معين .. فيرسب بها ويضطر لإعادة السنة من أول وجديد
وهناك من لا تعجبه علامته .. مثلاً إذا أتى بـ 220 وأراد الطب فيلجأ إلى إعادة السنة من جديد
أما النظام التكميلي .. فيتيح للطالب إعادة 3 مواد من اختياره
3 مواد فقط .. يستطيع أن يعيد امتحانها بعد حوالي أسبوعين من ظهور النتائج
أ ي أنه إذا كانت تنقصه علامة أو 5 علامات لدخول الفرع الذي يريده
يستطيع أن يعيد مادة لم يأخذ فيها الدرجة الكاملة مرة ثانية ويُعتمد الدرجة الجديدة مهما كانت
ولكنه لا يستطيع ذلك إلا إذا كان قد أخذ في المادة بالأصل 80%
وقد ترون أن هذا النظام يساعدنا .. ولكنه في الحقيقة مع شروط
لا يمكنك الانسحاب .. لا يمكنك إعادة السنة مرة ثانية أبداً .. إلا في حال رسوبك
ما عدا ذلك .. فعليك أن تتعايش مع درجتك واختيار فرع تستطيع دخوله حتى ولو أنه لا يرضي طموحك
لذا لا أعلم إذا كنت سأسعد بهذا القرار أم لا ..
هذا تفكير معظمنا في الوقت الحالي .. والخوف من الآتي أعظم
سنة كاملة من حياتك .. ستتذكرها طوال عمرك
أعلم أنا سأتذكرها
هيا !!.. معظمكم كنتم في موقفي هذا
لابد أنكم تعلمون ما هو الشعور الناتج عن هذا كله
شعور التوتر يمزق الأمعاء .. ذلك الشعور الذي ينتابك قبل يوم من امتحانك أو حتى قد لا ينتابك إلى قبل ساعدة من استلام ورقة الأسئلة
أما نحن حالياً .. نعيشه كل يوم
ألا تعلمون ذلك الشعور .. شعور مزعج جداً
كيف لا..والاختبارات النهائية على بعد 6 أشهر وحسب .. 24 أسبوع
إنها مدة قليلة حقاً ..
الاستيقاظ قبل طلوع الضوء
والشعور بالبرد عند لمس أطراف أصابعك الحافية للأرض الباردة
والتوجه إلى كتابك للبدء بالدراسة
والشعور بالسعادة عندما تستيقظ من تلقاء نفسك قبل موعد استيقاظك بحوالي ساعة وتدرك أنه أمامك ساعة كاملة للنوم
هه .. حتى أنا أصبحت أعين المنبه قبل الموعد بساعة لكي أشعر بهذا الشعور
مثير للشفقة .. ها ؟!
ولكن..ماذا نستطيع أن نفعل ؟!
كل ما علينا فعله الآن هو البقاء على أقدامنا وألا ننهار
بسيط .. أليس كذلك ؟!
بعض الأسئلة قد تساعدني :
* إذا كنت قد انتهيت من المرحلة الثانوية .. ألا تذكر أيامك في السنة الأخيرة منها ؟! كيف كانت .. متوترة أم مرتاحة ؟!
* هل وصلت إلى مرحلة قلت في نفسك " لا أستطيع .. سأنسحب " ؟!
* هل دخلت الفرع الذي كنت تريده ؟!
نعم : ما كان شعورك عندما علمت أنك حققت ما تريده ودخلت الفرع الذي لطالما أردته ؟!
لا : ما هو السبب ؟! وهل أنت نادماً لشيء ما لم تفعله وكان عليه فعله أثناء دراستك ؟!
* أي نصائح لي ؟! علماً أنني أصبحت في المرحلة الرابعة ..
تفكير أساتذة المدرسة : " لست متأكد أننا سنتمكن من إنهاء المنهاج من أجل الطلاب "
تفكير الأساتذة الخصوصية : " يا لهم من مساكين "
تفكير الأباء : " أرجو أن أراك يا ولدي مهندس أو طبيب وترفع رأسي ورأس العائلة "
تفكير الأمهات : " سأحرص على ألا يتنفس أحد في المنزل في هذه الفترة حتى يستطيع أن يدرس جيداً "
تفكير طالب الثالث الثانوي في سوريا : " لابد أنكم تمزحون معي !! "
.
بعضاً منا هنا من اجتاز المرحلة الثانوية وهو الآن في الجامعة
والبعض مازال ينتظر يومه
وقليل منا من هو على الحافة
.
" إنها آخر سنة دراسية .. اجتهد فيها لتبني مستقبلك .. هذه السنة تحدد نمط حياتك .. كلها سنة .. إفلح فيها "
طبعاً .. هذه الكلمات تكون على حافة لسان كل الأهالي لأولادهم
معهم حق..كلها سنة..دعونا نفلح فيها لكي نرتاح في فرع نحبه
ولكن .. هذا مضحك .. حقاً
هذه السنة أصبحت صعبة لدرجة مثيرة للسخرية
.
لنبدأ بالشعور الذي يتمكلنا عند بداية كل فصل دراسي
الطلاب الجامعيون الآن .. ألا تذكرون هذا الشعور ؟!
شعور قد يكون جميل لدى البعض .. الذهاب إلى السوق لقياس الثياب المدرسية الجديدة والحرص على انتقائها ليكون متميزاً عن أصدقائه ولا سيما أنها ستمثل أناقته طوال سنة كاملة وعدم الاكتراث بأنها تكون عادة مخالفة لقوانين المدرسة .. حيث تكون هنا زخرفة وهنا جيب وآخر رسومات
اختيار الدفاتر المزخرفة والتحضير لأستاذة الخصوصية للمواد التي يظن الطالب أنه ضعيف فيها
التفكير في لقاء الأصدقاء من جديد والشوق إلى إمضاء سنة جديدة معهم
الحرص على ترتيب الدفاتر وتجليد الكتب .. حيث ترى دائماً أول صفحة من كل دفتر ملون ومرتب آخر ترتيب
هذا كله لا فائدة منه .. في منتصف السنة ينظر الطالب للوراء ويقول في نفسه كم كنت غبياً للحرص على كل هذه الأشياء
على الأقل أنا أفكر هكذا .. والسبب الثالث الثانوي
الطلاب .. يشقون ويتعبون ويرهقون في هذه المرحلة
وطوال حياتهم المدرسية ينظرون إلى طلاب الثالث الثانوي وكأنهم كبار عباقرة وما زال هناك وقت طويل للوصول إلى هذه المرحلة
وعندما يصلون إليها .. لا شيء .. مجرد طلاب عاديون يدرسون مناهجهم
المناهج !!.. هنا المشكلة !!.. وهنا الفرق !!
المناهج تختلف من بلد لآخر .. بعضها أصعب من غيرها بدرجآت
كما أنه هناك بلدان عربية مناهجها التعليمية أصعب من بلاد الغرب بدرجآت لا تُحصى
لنأخذ على سبيل المثال .. منهاج سوريا التعليمي
يدفع إلى البكاء .. يدفع إلى الجنون .. وإلى الاعتقاد أنه قد لا ينتهي
أعلم ما تفكرون به .. " إنها كلمات طالبة في آخر سنة ثانوية .. الكل سيتكلم هكذا "
أنا لا أقول هذا لأنني أدرس هذا المنهاج .. بل هذا حقيقة تعلمه معظم البلدان العربية
المنهاج التعليمي السوري غير قابل للدراسة كاملاً إلا على أيدي طلاب كرسوا من حياتهم سنة كاملة وأفلحوا حتى كادوا ينهاروا ليحصلوا على الدرجة الكاملة .. ألا وهي 240
240 علامة..هذه هي مهمتهم..أن يحصلوا على هذه الدرجة ليدخلوا إلى الفرع الأصعب ألا وهو الطب
هناك الطب ثم الصيدلة ثم الهندسة بأنواعها وبعدها بقية الفروع [ هذا للفرع العلمي دون الأدبي ]
البكلوريا أو الثالث الثانوي .. أصبحت كالكلمة المحرمة عند بعض الطلاب
عندما ألتقي بأحدهم .. كأصدقاء أهلي مثلاً .. ويسألونني في أي صف أنا .. وأجاوب : " بكلوريا !!! "
سرعان ما يظهر على وجههم تعبير يظهر شفقتهم علي
" أنتم لا تساعدونني هنا !!!! "
.
سأقول لكم ما هو المثير للسخرية ..
أننا بالرغم من ذلك فإننا أغلب الأحيان ترانا نبتسم .. لأننا ما زلنا في انتظار أحد ما يظهر على التلفاز أو يكتب مقالة في الصحيفة قائلاً فيها أن كل ما يحدث لنا هو مجرد مزحة ..
ألا تعلمون ذلك الشعور عندما تكون في قمة التوتر أو الخوف وفجأة تنفجر ضاحكاً لا تعلم ماذا ستفعل ؟!
نفس الشيء هنا .. باستثناء أن هذا الضحك ربما ينتهي بمأساة إذا استمر فترة طويلة
لذا علينا أن نواجه هذا الخوف العظيم والذعر الكبير لكي نستطيع شق طريقنا
نحن .. طلاب البكلوريا ذوو الـ16 والـ17 سنة
المراحل التي يمر بها طالب البكلوريا في سوريا :
المرحلة الأولى : شعور بالنشاط يتملكه في بداية العام الدراسي..والحماس للبدء من أول صفحة والتأكيد على عدم تفويت أي درس
المرحلة الثانية : تخف حماسته مع مرور الوقت .. وتذهب أدراج الرياح عندما يفتح كتاب الفيزياء
المرحلة الثالثة : البدء في وضع خطط احتياطية في حال لم يحصل على المعدل المطلوب .. والبدء باليأس من منهاج الرياضيات الضخم
المرحلة الرابعة : محاولة إقناع نفسه أنهم لا يمزحون معنا .. ويتوقعون منا حقاً أن ندرس هذه المناهج .. والبدء التدريجي للبكاء في أشد الحالات يأساً عندما يدرك أنه لن يستطيع الانتهاء من كتاب العلوم .. مع شعور بالذنب يتملكه طوال الوقت
المرحلة الخامسة : التفكير الجدي في إعادة السنة مرة ثانية .. والتفكير في عواقب هذا الأمر
المرحلة السادسة : على وشك الانهيار
المرحلة السابعة : نوبة من الهيستيريا .. تلحقها موجة يأس تامة بعدها .. والتمني لو يتوقف الوقت
المرحلة الثامنة : " لن أتمكن من الانتهاء .. أحتاج المزيد من الوقت " ملاحقة بأمطار من الدموع
المرحلة التاسعة : إما الاستسلام والانهيار [وهذه حالة ناردة]
أو الاستمرار بكل طاقته معطياً كل ما يستطيع فعله آملاً بنهاية سعيدة
المرحلة العاشرة والأخيرة : الحياة تبتسم من جديد .. ويتملكه شعور بالحرية والسعادة البالغة لدرجة أنه قد ينام 3 أو 4 أيام
.الآن..أصبحنا في الثالث الثانوي [البكلوريا]
العلمي : 5 مواد رياضيات بثلاثة كتب – 4 مواد عربي بثلاثة كتب – علوم – فيزياء – كيمياء – قومية – إسلامية – 3 كتب إنجليزية [ كتابين مشتركين – كتاب علمي ]
الأدبي : 4 كتب فلسلفة – 3 كتب تاريخ – جغرافيا – 5 مواد عربي بثلاثة كتب – قومية – إسلامية – 3 كتب إنجليزية [كتابين مشتركين – كتاب أدبي]
المعدل النهائي العلمي 240 [260 مع التربية الإسلامية ]
المعدل النهائي الأدبي 310 [330 مع التربية الإسلامية ]
ولكن المعدل المطلوب في الجامعة يُؤخذ من دون التربية الإسلامية
عادة .. معدلات الأدبي تكون مخفضة كثيراً بالمقارنة مع العلمي
ومن يأخذ 290 من 310 يُعتبر فذاً ..
لأنه .. دعونا نواجه الواقع
15 كتاباً وكل كتاب لا يقل عن 200 صفحة .. من يستطيع حفظ ذلك كله مثل اسمه
ولكن حديثنا عن العلمي
الطب 234 وما فوق
الصيدلة 225 وما فوق
الهندسة بفروعها المختلفة 210 وما فوق
وبعدها بقية الفروع
ولكن هذه المعدلات كانت منذ 10 سنين
وهي تختلف من سنة لأخرى .. تختلف حسب ارتفاع معدلات الطلاب
فكلما ارتفعت المعدلات يرتفع معدل الفرع المطلوب
حسناً .. كفانا رسميات .. كل ما قلته كان أمراً معروفاً بل ومملاً
أتريدون معرفة ما هو الممتع ؟!
الأوضاع التي آلت إليها الأمور منذ 10 سنين
لقد انقلبت 360 درجة
وقد كانت مسألة حظ أنني انتقلت مع المنهاج الجديد
دخلت المدرسة في سن الخامسة .. ودخل معي المنهاج الجديد
المنهاج الجديد هو تغيير جذري لبعض الكتب وبسيط للبعض الآخر
بالإضافة إلى زيادة مواد جديدة .. وطبعاً هذا ما كان ينقصنا
احزروا ماذا ؟!
الطب !! .. أصبح محصور في آخر 3 علامات
3 علامات .. من المسموح لك أن تضيع 3 علامات فقط ليكون في استطاعتك أن تذهب إلى هذه الفرع الذي يكون كالحلم في هذا البلد
الصيدلة !! .. 6 علامات
وبعدها الهندسة .. أليس هذا سخيفاً لدرجة....؟!
9 علامات للهندسة..إذا حصل الطالب على 230 لا هندسة له
لم تكن الدرجات هكذا من قبل .. منذ 10 سنوات
210 ولك الهندسةولكن .. أرجوكم
أصبح في هذا البلد عباقرة .. ولدوا عباقرة
كلنا آينشتاين وآيزنهاور وأديسون والخوارزمي
انتظروا لحظة !!
لا .. هؤلاء العلماء مجتمعين في طالب واحد .. كل طالب فينا
هذا ما تظنه وزارة التعليم لدينا
وبما أنه لدينا عباقرة كهؤلاء فيجب أن ترتفع المعدلات أضعافاً مضاعفة
لكي يصبح من المستحيل للطالب أن يستحمل عقله المزيد
المعدلات أصبحت غير معقولة إلى حد السخرية
الفيزياء .. غير قابلة للدراسة بمعنى الكلمة ..40 درجة .. 40 درجة فقط
أفلح وأفلح أفلح لكي تحصل على 40 درجة
ولكن هيه .. هذا لا يهم .. فلدينا هنا عباقرة قادرين على اجتياز هذه المحنة
لنجلس ونستريح ونضع الأسلئة لكي يحلوها في آخر العام الدراسي
ولندخل كم طالب إلى كلية الطب والآخر ليذهب هندسة
إنها مجرد سنة
وبما أننا زدنا المناهج وزدناها .. لنضف مادة جديدة
نعم .. هذا هو المطلوب .. مادة جديدة لإضافة سبب جديد لدفع الطالب إلى الجنون
حسناً .. لنضع السخرية جانباً قليلاً ولنتكلم المنطق
أعني هيا .. هذا كله غير منطقي
5 مواد رياضيات 3 كتب كل كتاب لا يقل عن 200 صفحة .. هذا دون المسائل
البحث الثالث من مادة التحليل يتضمن 84 مسألة .. يا للفرحة
الفيزياء عدلوا المنهاج ليقل من 450 صفحة إلى 350 صفحة ليرحونا قليلاً على أساس
وهم بذلك حذفوا كل الشرح للدروس والنظريات والمسائل فيها
لحد لا نستطيع فهمها من دون أستاذ خصوصي
والمزعج في الأمر .. أن كل عالم اخترع شيئاً بحجم الذرة يريد أن يطلق اسمه عليه
وما أدراكم ما هذه الأسماء
العربي .. وضعت الهمزة على نبرة بدل الألف و ووووووش .. نصف علامة طارت
وذلك ليس في الشرح أو القواعد .. لا .. بل في المواضيع الأدبية .. المواضيع التي يجب أن تكتبها على عجل لكي تلحق قبل انتهاء الوقت
العلوم .. ابتسامة ساخرة تعلو وجهك عندما ترى الكتاب .. 336 صفحة عليك حفظها مثل اسمك
والتسميات الموجودة في الكتاب .. الرحمة
منهاج اللغة الإنجليزية اختلف اختلاف جذري كلياً
تغيير رائع .. بل مذهل
لقد كنت سعيدة جداً بهذا التغيير
حالياً .. تعليم اللغة يبدأ منذ الصف الأول
لقد كان التغيير جذرياً . .وقد تم تأليفه من قبل 3 أساتذة أجانب [بريطانيان – روسية ]
كان ازدهار كتاب الإنجليزي في أوجه في الصف الثامن
لقد كان بمثابة مجلة نقرأها لتنوع مقالاتها ومواضيعها
كل ما فيه جودة عالية .. ولكن .........
يبدو أن هذه الجودة انتقلت إلى منحى جديد في البكلوريا
الإنجليزي .. 3 كتب .. بعد أن كانوا اثنين .. قد تظنون أن الثالث يجب أن يكون أسهلها بما أنه إضافي
ولكن لا .. أعوذ بالله .. هل من المعقول أن يضيفوا كتاب كمجرد مساعدة للطالب ؟!
لا .. هذا الكتاب يتضمن الفضاء وطبقات الجو والكون وعدد النجوم وأقسام الأجهزة الإعاشية وما هي المراحل التي يمر في جسمك عندما تحفظ شي مثل هذه الكتب وما بداخل التبغ وحياة إديسون وجاليلو وغيره
أشياء لا نعرفها بالعربية حتى ندرسها بالإنجليزية ..
والأدهى من ذلك .. هو المواضيع الإنشائية الخاصة بهذه المادة .. أتدرون أنه في الواقع يوجد في الكتاب موضوع كامل عن كيفية إجراء عملية جراحية للعين ؟!
ما الذي نريده من جراحة العين بحق السماء ؟!
يعني التفاصيل التي ذكروها دقيقة لدرجة لو أنهم وضعوا الكتاب أمامي وأنا ممسكة بأدوات الجراحة أستطيع إجراء العملية .. أمر لا يصدق
وبقي أن تعلموا أن معظم المناهج مشابهة للمناهج في فرنسا .. ليست المدراس الفرنسية
لا .. بل الجامعات .. نعم
نحن ندرس منهاج يشبه المنهاج الجامعي
واعتباراً من هذا الشي .. رأى السفير الفرنسي الذي أتى مؤخراً إلى سوريا أنه ليس من المعقول أن نصف الطلاب السوريون يدرسون في الجامعات الفرنسية ولا يدرون اللغة
هذه فكرة .. فلنضف مادة اللغة الفرنسة وندخلها في المعدل العام .. فكرة رائعة
ثلاث سنوات .. ثلاث سنوات كاملة من الانقطاع التام عن هذه المادة .. أعادوها إلينا
بدأنا فيها كمادة أجنبية إضافية في الأول الإعدادي وقد امتدت الآن إلى الابتدائي
وفي الشهادة الإعدادية .. حن قلبهم علينا ولم يدخلوها
وطبعاً نحن شيء طبيعي ألا نهتم فيها بعد الآن . .ففي الشهادة الثانوية من المستحيل دخولها
ولكن المستحيل قد تحقق .. وهنا نحن ذا .. نعود لدراسة الأساسيات في هذه اللغة
ولكن هل سيأخذون في عين الاعتبار أننا ندرس الأساسيات من أول وجديد وأنلا طبعاً .. ولماذا .. فنحن ندرس بها منذ 6 سنوات
كما أننا عباقرة .. نستطيع دراسة هذه المادة الإضافية إضافة إلى المواد التي كالجحيم بالنسبة لنا بسهولة ..
هل تريدون معرفة السبب..سبب لماذا جميع الطلاب يحبون الحياة الجامعية ويرون أنها سهلة ومتعة في آخر أيامهم الدراسية ؟!
لأنه لم يعد هناك شي حتى يدرسونه..لقد درسوه كله في الثانوية..هذا كل شي..لقد انتهت أيام دراستنا بانتهاء الثانوية
نا انقطعنا عنها 3 سنوات؟!
لا طبعاً .. ولماذا .. فنحن ندرس بها منذ 6 سنوات
كما أننا عباقرة .. نستطيع دراسة هذه المادة الإضافية إضافة إلى المواد التي كالجحيم بالنسبة لنا بسهولة ..
هل تريدون معرفة السبب..سبب لماذا جميع الطلاب يحبون الحياة الجامعية ويرون أنها سهلة ومتعة في آخر أيامهم الدراسية ؟!
لأنه لم يعد هناك شي حتى يدرسونه..لقد درسوه كله في الثانوية..هذا كل شي..لقد انتهت أيام دراستنا بانتهاء الثانوية
كما هو معروف لدينا ..
كل سنة .. تأتي أسئلة الامتحان النهائي داخل ظروف لا تٌفتح إلا في الساعة الثامنة من صباح كل يوم امتحاني في شهر حزيران
وداخل إحدى هذه الظروف هناك كارثة .. كارثة تنتظر بكاء الطلاب عليها
كل سنة .. تأتي أسئلة مادة معينة صعبة درجة لا تُصدق
وهذه المادة نقول عنها أننا " انضربنا " فيها
مثلأً السنة الماضية..طلاب الثانوية انضربوا بمادة الرياضيات
حيث جاءت مسألة شبه غير قابلة للحل من قبل الطلاب
تم دمج مسألة محلولة مع مسألتين من مسائل الدروس ومسألة من المسائل العامة
وهنا كان صعب على الطالب التوفيق بين الطلبات
ومعظهم خرجوا حزينين
ومنتهى أملي ألا يضربوننا هذه السنة بمادة الفيزيا وإلا أستطيع توديع الهندسة
للعلم فقط .. 23 أستاذ متخصص في الرياضيات في سوريا
خضعوا للامتحان نفسه الذي خضع له الطلاب السنة الماضية في مادة الرياضيات
3 منهم حصلوا على الدرجة الكاملة .. 3 من أصل 23
فماذا يتوقعون منا ؟! حقاً ؟!
أتصدقون أنه في بداية العام الدراسي قالوا لنا الأساتذة أننا " متأخرون "
لقد ضحكنا حينها.. حيث كنا في الأسبوع الثاني وحسب
ولكنهم محقين .. لقد كنا متأخرين .. الانتهاء من المنهاج يحتاج أكثر من 9 أشهر
أو بالأحرى 6 أشهر لأن الطلاب سيتغيبون للدراسة في آخر العام
ولذلك الأساتذة الخصوصية مطلوبون بل ومهمون
في العادة أساتذة المدرسة يغضبون منا لأننا نأخذ الدرس قبل عند الأستاذ الخصوصي
ولكنهم متعاطفون معنا بشكل مفاجئ هذه السنة
كلانا نعلم أننا لن ننجو
تفكير الأساتذة الخصوصية : " يا لهم من مساكين "
يفعلون جهدهم معنا .. والباقي علينا
كما أنهم يشفقون علينا للأمور التي آلت إليها في هذه السنة
إقتباس »
تفكير الأباء : " أرجو أن أراك يا ولدي مهندس أو طبيب وترفع رأسي ورأس العائلة "
كل أب يتمنى رؤية ولده عالي الشأن
ولكن الآمال الكبيرة تجعل الابن يشعر بالضغط والذنب والاقتناع بأنه مهما يدرس فإن هذا لا يكفي
ولا يستطيع العيش مع نفسه بمجرد فكرة احتمال أنه لن يستطيع إرضاء والديه
إقتباس »
تفكير الأمهات : " سأحرص على ألا يتنفس أحد في المنزل في هذه الفترة حتى يستطيع أن يدرس جيداً "
الأم الحنون .. تفعل ما بوسعها لتوفير الجو المناسب
كوب عصير .. وفنجان من الشاي الدافئ من وقت لآخر
أي شيء من أجل توفير الراحة لولدها
إقتباس »
تفكير طالب الثالث الثانوي في سوريا : " لابد أنكم تمزحون معي !! "
هذا كان تفكير كل طالب بكلوريا عند مجيء القرارات الأخيرة المتعلقة بالمنهاج لهذا العام
وأنا لا أقصد إضافة المادة الفرنسية وزيادة المعدل وإضافة الكتاب العلمي الإنجليزي فقط
بل أخيــــــراً .. وبعد سنوات من الثرثرة حول تطبيق هذا النظام .. يريدون تطبيقه الآن
تطبيق النظام التكميلي
هناك بعض الطلاب في مرحلة ما من السنة ينهارون ولن يكونوا قادرين على المتابعة بعد الآن
لذلك يلجؤون إلى إعادة السنة من جديد في مدرسة خاصة .. أي أنهم ينسحبون
سواء أكان انسحابهم في وسط السنة أو آخرتها أو حتى خلال الامتحان
فهناك من لا يذهب لتقديم امتحان معين .. فيرسب بها ويضطر لإعادة السنة من أول وجديد
وهناك من لا تعجبه علامته .. مثلاً إذا أتى بـ 220 وأراد الطب فيلجأ إلى إعادة السنة من جديد
أما النظام التكميلي .. فيتيح للطالب إعادة 3 مواد من اختياره
3 مواد فقط .. يستطيع أن يعيد امتحانها بعد حوالي أسبوعين من ظهور النتائج
أ ي أنه إذا كانت تنقصه علامة أو 5 علامات لدخول الفرع الذي يريده
يستطيع أن يعيد مادة لم يأخذ فيها الدرجة الكاملة مرة ثانية ويُعتمد الدرجة الجديدة مهما كانت
ولكنه لا يستطيع ذلك إلا إذا كان قد أخذ في المادة بالأصل 80%
وقد ترون أن هذا النظام يساعدنا .. ولكنه في الحقيقة مع شروط
لا يمكنك الانسحاب .. لا يمكنك إعادة السنة مرة ثانية أبداً .. إلا في حال رسوبك
ما عدا ذلك .. فعليك أن تتعايش مع درجتك واختيار فرع تستطيع دخوله حتى ولو أنه لا يرضي طموحك
لذا لا أعلم إذا كنت سأسعد بهذا القرار أم لا ..
هذا تفكير معظمنا في الوقت الحالي .. والخوف من الآتي أعظم
سنة كاملة من حياتك .. ستتذكرها طوال عمرك
أعلم أنا سأتذكرها
هيا !!.. معظمكم كنتم في موقفي هذا
لابد أنكم تعلمون ما هو الشعور الناتج عن هذا كله
شعور التوتر يمزق الأمعاء .. ذلك الشعور الذي ينتابك قبل يوم من امتحانك أو حتى قد لا ينتابك إلى قبل ساعدة من استلام ورقة الأسئلة
أما نحن حالياً .. نعيشه كل يوم
ألا تعلمون ذلك الشعور .. شعور مزعج جداً
كيف لا..والاختبارات النهائية على بعد 6 أشهر وحسب .. 24 أسبوع
إنها مدة قليلة حقاً ..
الاستيقاظ قبل طلوع الضوء
والشعور بالبرد عند لمس أطراف أصابعك الحافية للأرض الباردة
والتوجه إلى كتابك للبدء بالدراسة
والشعور بالسعادة عندما تستيقظ من تلقاء نفسك قبل موعد استيقاظك بحوالي ساعة وتدرك أنه أمامك ساعة كاملة للنوم
هه .. حتى أنا أصبحت أعين المنبه قبل الموعد بساعة لكي أشعر بهذا الشعور
مثير للشفقة .. ها ؟!
ولكن..ماذا نستطيع أن نفعل ؟!
كل ما علينا فعله الآن هو البقاء على أقدامنا وألا ننهار
بسيط .. أليس كذلك ؟!
بعض الأسئلة قد تساعدني :
* إذا كنت قد انتهيت من المرحلة الثانوية .. ألا تذكر أيامك في السنة الأخيرة منها ؟! كيف كانت .. متوترة أم مرتاحة ؟!
* هل وصلت إلى مرحلة قلت في نفسك " لا أستطيع .. سأنسحب " ؟!
* هل دخلت الفرع الذي كنت تريده ؟!
نعم : ما كان شعورك عندما علمت أنك حققت ما تريده ودخلت الفرع الذي لطالما أردته ؟!
لا : ما هو السبب ؟! وهل أنت نادماً لشيء ما لم تفعله وكان عليه فعله أثناء دراستك ؟!
* أي نصائح لي ؟! علماً أنني أصبحت في المرحلة الرابعة ..